152. نماذج لروايات «أَبِي عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيِّ» التي تكشف ضعفه وعدم وثاقته
فمثلاً ادَّعى «أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ» أن الإمام الصادق u سُئِلَ: "نَدْعُو النَّاسَ إِلَى هَذَا الْأَمْرِ؟ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً أَمَرَ مَلَكاً فَأَخَذَ بِعُنُقِهِ حَتَّى أَدْخَلَهُ فِي هَذَا الْأَمْرِ طَائِعاً أَوْ كَارِهاً!"([1]).
وادَّعى أن الإمام الصادق u قال: "مَنْ مَضَى بِهِ يَوْمٌ وَاحِدٌ فَصَلَّى فِيهِ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ وَلَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ قِيلَ لَهُ يَا عَبْدَ اللهِ لَسْتَ مِنَ الْمُصَلِّينَ!"([2]). وادَّعى أيضاً أن الإمام الصادق u قال: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَدَعْ أَنْ يَقْرَأَ فِي دُبُرِ الْفَرِيضَةِ بِقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ فَإِنَّهُ مَنْ قَرَأَهَا جَمَعَ اللهُ لَهُ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَغَفَرَ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَمَا وَلَدَا!!"([3]).
ومن أباطيله الأخرى أنه نسب للإمام الصادق u أنه قال: "إِنَّ سُورَةَ الْأَنْعَامِ نَزَلَتْ جُمْلَةً ...... فَعَظَّمُوهَا وَبَجَّلُوهَا فَإِنَّ اسْمَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا فِي سَبْعِينَ مَوْضِعاً "([4]).
هذا مع أن اسم الجلالة «الله» ورد في سورة الأنعام 87 مرةً بالضبط. وبالطبع لا يستطيع المتاجرون بالمذهب أن يدَّعوا أن عدد سبعين في الحديث قُصِدَ به الكثرة وذلك لأن كثيراً من سور القرآن الكريم ذُكِر فيها اسم الجلالة «الله» كثيراً فلا تنحصر هذه الخصوصية بسورة الأنعام فقط. في حين أن الإمام ذكر سورة الأنعام فقط في هذا الحديث، وأراد بيان إحدى خصائص السورة وميِّزاتها.
ونموذج آخر لخرافات «أَبِي عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيِّ» الحديث المرفوع الذي نسبه إلى رسول الله J وادعى أنه قال لعليٍّ u: "يَا عَلِيُّ! مَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي أَوْ بَعْدَ مَوْتِي أَوْ زَارَكَ فِي حَيَاتِكَ أَوْ بَعْدَ مَوْتِكَ أَوْ زَارَ ابْنَيْكَ فِي حَيَاتِهِمَا أَوْ بَعْدَ مَوْتِهِمَا ضَمِنْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ أُخَلِّصَهُ مِنْ أَهْوَالِهَا وَشَدَائِدِهَا حَتَّى أُصَيِّرَهُ مَعِي فِي دَرَجَتِي!!"([5])
ونسأل: هل يصدق هذا الحديث على عثمان الذي كان عديلَ عليٍّ u وكان يذهب لزيارته مراراً لصلة القرابة بينهما؟