150. بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ (ع) مَعْدِنُ الْعِلْمِ وَشَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَمُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ
جاء في هذا الباب ثلاثة أحاديث، لم يرَ المَجْلِسِيّ ولا البِهْبُودِيّ صحَّةَ أيَّ واحدٍ منها، واعتبر المَجْلِسِيُّ الحديثين 1 و2 ضعيفين والحديث 3 مُرْسَلاً ومجهولاً.
راوي الحديث الأول «أَبُو الْجَارُودِ زِيَادُ بنُ المُنْذِرِ» الذي أسَّس فرقةً باسم الجارودية (السُّرْحُوبية). وقد لَعَنَهُ الإمامُ الصادقُ u وقال عنه إنه أعمى القلب والبصيرة.
طبقاً لمتون أحاديث هذا الباب، أثنى الإمام على نفسه كثيراً ومجدَّها تمجيداً كبيراً وقال فيما قاله: "نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَمَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَمُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ [أي محل تردُّد الملائكة وذهابهم وإيابهم] وَمَوْضِعُ سِرِّ اللهِ وَنَحْنُ وَدِيعَةُ اللهِ فِي عِبَادِهِ وَنَحْنُ حَرَمُ اللهِ الْأَكْبَرُ ...... ونحن كذاوكذا....الخ".
وينبغي أن نقول: أولاً: قال الله تعالى: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ [النجم/32]. وقال عليٌ بن أبي طالب u: "نَهَى اللهُ ...... مِنْ تَزْكِيَةِ الْمَرْءِ نَفْسَهُ". (نهج البلاغة، الرسالة 28). وقال أيضاً: "فَلا تُثْنُوا عَلَيَّ بِجَمِيلِ ثَنَاءٍ". (نهج البلاغة، الخطبة 216). ولما أرادوا منه أن يتكلم عن نفسه قال: "نهانا اللهُ عنِ التَّزْكِيَة"([1]).
وقد روى الشيعة والسنَّة أن النبي J قال: "إِذَا لَقِيتُمُ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ"([2]).
فكيف يمكن أن يقوم الأئِمَّة بكل هذا القَدْر من مدح أنفسهم وتمجيدها الذي نجده منثوراً في أبواب «الكافي» المختلفة؟!