149. بَابُ أَنَّ الطَّرِيقَةَ الَّتِي حُثَّ عَلَى الِاسْتِقَامَةِ عَلَيْهَا وَلَايَةُ عَلِيٍّ (ع)

جاء في هذا الباب حديثان تكرَّرا في الحديثين رقم 39 و40  في الباب 165 الفاضح من الكافي، ولم يُصحِّح المَجْلِسِيّ ولا البِهْبُودِيّ أيّاً من الحديثين، وصرَّح المَجْلِسِيّ بضعفهما.

أحد رواة الحديث الأول «يُونُسُ بْنُ يَعْقُوبَ» الذي افترى ولفَّق كل ما استطاع من أكاذيب على الله والنبيّ والإمام.  والراوي الآخر «أَحْمَدُ  بْنُ مِهْرَانَ» من  الضعفاء. وقد سبق أن بيَّـنَّا حال هذين الراويين (ص 364و ص 155و 287- 288). والحديث الثاني رواه راويان معروفان بالكذب هما: «مُعَلَّى بْنُ مُحَمَّدٍ» عَنْ «مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ».

في هذا الباب تمَّ التلاعب بمعنى الآية 16 من  سورة الجن التي نزلت في مكة.  تقول الآية: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا 16 لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا﴾ [الجن/16-17]. ولكنَّ الرواة الكذَّابين رَوَوْا عن الإمام في معنى قوله تعالى: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ﴾ [الجن/17] "قَالَ: يَعْنِي لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى وَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِهِ u وَقَبِلُوا طَاعَتَهُمْ فِي أَمْرِهِمْ وَنَهْيِهِمْ!!...".

هذا مع أنه لم يكن في مكة حين نزلت الآية أي كلام عن الوصية والخلافة. ثم إن الله تعالى قال: ﴿اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ﴾ ولم يقُلْ: (اسْتَقَامُوا عَلَى الإيمان بوَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وأولاده المعصومين؟!) فهل كان الله - نعوذ بالله - يأخذ بالتقيَّة فيُبَيِّنُ ما يريد قوله بكلامٍ لا يفهمه أحد من الآية سوى كذَّابين من قبيل «يُونُسَ بْنَ يَعْقُوبَ» و«مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ» وأمثالهما؟!