74. بَابُ النَّهْيِ عَنِ الصِّفَةِ بِغَيْرِ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ تَعَالَى

يشتمل هذا الباب على 12 حديثاً لم يعتبر المجلسيُّ أياً منها صحيحاً لكنه اعتبر الحديثَ 2 مجهولاً بمنزلة المُوَثَّق، والحديثَ 11 مجهولاً بمنزلة الصحيح، والحديث الأول مجهولاً، والأحاديث 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10، 12 ضعيفةً. أما الأستاذ البهبودي فاعتبر الحديثين 1 و11 صحيحين.

ويتبين من أحاديث هذا الباب أن صفات الحق تعالى توقيفية أي موقوفة على ورود الوحي.

ß الحديث 1 - يقول المجلسيّ عنه إنه مجهول، ولكن العلامة الممقاني اعتبر الراوي «عَبْدَ الرَّحِيمِ بْنَ عَتِيكٍ الْقَصِيرَ» مهملاً. أما متن الحديث فممتاز جداً.

ß الحديث 2 - يقول المجلسيّ عنه إنه مجهول بمنزلة المُوَثَّق، ولكن لما كان «مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ» مشتركاً بين عدة أشخاص ولا ندري أنَّ راوي الحديث أيَّ واحد منهم؛ فإن صفة المجهول هي الصحيحة بالنسبة إلى سند هذا الحديث.

ß الحديث 3 - أحدُ رواته «بَكْرُ بْنُ صَالِحٍ» ضعيفٌ يروي الخرافات، ومن جملة ذلك أنه روى حديثاً خرافياً يتضمَّن عبارات شركية، سبق أن ذكرنا مضمونه - ولكن بسند آخر بالطبع - ونقدناه([1]).



([1])   راجعوا الصفحة 81من هذا الكتاب. وينبغي الانتباه إلى أن «بَكْرَ بْنَ صَالِحٍ» هو من رواة الحديث 5 من الباب 46 وروايته تشابه الحديث 6 من الباب 69 من الكافي، وهي الرواية التي نقدناها في الصفحة 81من هذا الكتاب.

ومن الطريف أن تعلموا أنه لما كان حارس البدع ومروج الخرافات «محمد باقر المجلسيّ» ونظائره- يهتمون بالسند أكثر مما يهتمون بالمتن، فإنهم يقعون أحياناً في مطبات عجيبة. فمثلاً اعتبر المجلسيّ الحديث موضوع البحث في الباب 46 من الكافي ضعيفاً، لكنه اعتبر ما يشبه ذلك الحديث في الباب 69 صحيحاً، على الرغم من وجود سهل بن زياد في سنده!! هذا في حين أن في خاتمة الحديث الأول جاءت عبارة «لولا نحن» وهي على الأقل من الناحية النحوية أصح من عبارة «لولانا» التي ذُكِرَت في الحديث الثاني.

أما لو اعتبر المحقق في دراسته للحديث فحصَ المتن مُقَدَّماً على الأمور الأخرى، لما خُدِع حتى بالأحاديث الموضوعة ذات الأسانيد الجيدة. وما توفيقنا إلا بالله العلي العظيم.