15. عودٌ إلى نقد أحاديث «كتاب العقل والجهل» في المجلد الأول من أصول الكافي

ß الحديث 6- أحد رواته هو «سَيْفُ بْنُ عَمِيرَةَ» الذي روى هذا الحديث عَنْ شخصٍ فطحيّ المذهب يُدْعَى: «إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ»، وكلا الراويين ضعيف. وسنقوم فيما يلي بالتعريف بالراوي الأول كي يتبيَّن للقارئ من هم رواة كتاب «الكافي»!

16ذكر الممقاني نقلاً عن كتاب «كشف الرموز»([1]) أن 17سَيْفَ بْنَ عَمِيرَةَ لُعِنَ مِنْ قِبَلِ الأئمَّة عليهم السلام! ورغم ذلك جَمَعَ الكُلَيْنِيُّ روايات مثل هذا الشخص في كتابه!!  من جملة ذلك الخبر السادس والسابع من الباب 173 من المجلد الأول من «الكافي» إذْ يَنْسِبُ في الحديث السادس إلى الإمام الصادق u قوله: "لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحُسَيْنِ u مَا كَانَ ضَجَّتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَى اللهِ بِالْبُكَاءِ وَقَالَتْ: يُفْعَلُ هَذَا بِالْحُسَيْنِ صَفِيِّكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ؟؟ قَالَ: فَأَقَامَ اللهُ لَهُمْ ظِلَّ الْقَائِمِ u وَقَالَ بِهَذَا أَنْتَقِمُ لِهَذَا"([2]).

هذا في حين أنه عندما كان قَتَلَةُ الإمام الحسين u أحياء لم يظهر الإمام القائم، وبالطبع في زمن ظهوره أيضاً لن يكون قَتَلَة ذلك الإمام الجليل أحياء!!

18أو الحديث السابع في الباب ذاته الذي يروي فيه «سَيْفُ بْنُ عَمِيرَةَ» عن الإمام الباقر u أنه قَالَ: "لَمَّا نَزَلَ النَّصْرُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ حَتَّى كَانَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [وليت شعري! هل النصرة الإلهية جسمٌ حتى تقطع مسافةً وتتوقف في موضع بين المساء والأرض؟!!]  ثُمَّ خُيِّرَ النَّصْرَ أَوْ لِقَاءَ اللهِ، فَاخْتَارَ لِقَاءَ اللهِ"([3])

هذا في حين أن مثل هذا الكلام مخالف للعقل والقرآن، لأن الله تعالى أمر المسلمين بالجهاد لدفع عدوان الكفار وأذاهم وَلمحاربة الظالمين وبسط العدالة ونشر الإسلام،  وكان هدف سيد الشهداء هو الجهاد في سبيل الله لا مُجرَّد أن يُقْتَلَ ويستشهد!

وليت شعري! هل انتصار المؤمنين على الكفار يتنافى مع لقاء الله؟ هل النبي o وعلي u  وسائر أصحاب النبي o الذين انتصروا في أكثر الغزوات لن ينالوا لقاء الله؟ ألم يعتبر القرآن الكريم مجرد الجهاد في سبيل الله موجبٌ للأجر والثواب عند الله ولم يشترط لنيل ذلك القَتْلَ في سبيل الله؟!

  ولم يعتبر والد الإمام الحسين (ع) أيضاً، يعني أمير المؤمنين علي u، هدفَ جهاده أن يُقْتَلَ في سبيل الله بل قال مخاطباً «عمرو بن العاص»: "فإِنْ يُمَكِّنِّي اللهُ مِنْكَ ومِنِ ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَجْزِكُمَا بِمَا قَدَّمْتُمَا وإِنْ تُعْجِزَا وتَبْقَيَا فَمَا أَمَامَكُمَا شَرٌّ لَكُمَا والسَّلامُ". (نهج البلاغة، الرسالة 39)

لاحظوا أن الإمام لم يكن يريد أن يُقتَل بل كان هدفه معاقبة البغاة والمجرمين وبسط العدل. من الضروري والمفيد جداً أن يقرأ القُرَّاءُ الأعزاءُ كتاب «شهيد جاويد» [أي الشهيد الخالد] وكتاب «پيرامون نظر دكتر شريعتي در بارهء كتاب شهيد جاويد» [أي حول رأي الدكتور شريعتي حول كتاب الشهيد الخالد] كلاهما تأليف آية الله صالحي نجف آبادي، كي يعلموا مقدار بُعد أمثال هذه الروايات عن الحقيقة([4]).

ß19 الحديث 7 - الراوي الأول لهذا الحديث هو «أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيُّ» الذي سنبين حاله قبل فحص الحديث التالي.  والرواي الثالث هو أحد الكذَّابين المشهورين المعروف بـ «مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ» الذي روى هذا الحديث عَنْ «أَبِي الْجَارُودِ» فاسدِ المذهب وَمؤسس فرقة الجارودية وَالسرحوبية والذي خرج مع أبي السرايا وتسبَّب في قَتْل عددٍ كبيرٍ من المسلمين. وقيل إنه كان يشرب الخمر وَكان صديقاً للكافرين وأن الإمام الصادق u لَعَنَهُ وقال عنه إنه أعمى القلب والبصيرة، وقيل: إن الإمام الباقر سماه «سُرحوبَ»([5]) (أي الضبع أو شيطان أعمى يسكن البحر).  وقد أورده ابن الغضائري في زمرة الضعفاء([6]). فالعجب من الكُلَيْنِيّ الذي يروي بشكل متكرر عن مثل هؤلاء الأشخاص!   والآن لِنُبيِّن حال الراوي الأول لهذا الحديث:

20«أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيُّ» -حسب قول النجاشي والشيخ الطوسي والغضائري عنه-: يروي كثيراً عن الضعفاء والمجروحين ويعتمد المراسيل ويعتمد الكتب غير الموثوقة، ولا يمتنع عن الرواية عن الغلاة والزنادقة، ولا ينتبه إلى من يأخذ الحديث عنهم، وقد أخرجه علماء قم من المدينة مدة من الزمن([7]). ومن جملة من نقل عنهم البرقي من الضعفاء والكذَّابين الرواية المذكورة أعلاه التي نقلها عن الكذاب المشهور «مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ».

يقول الأستاذ «محمد باقر البهبودي» عن «أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ»:

"وإني بعد ما تَتَبَّـعْتُ رواياته، وجدتُهُ يروي عن النسخ المجعولة الموضوعة على الثقات الأثبات كثيراً ومنها ما كان يرويها عن داود بن القاسم ..........

[إلى قوله] حتى أن أبا جعفر الصفَّار مع كونه متساهلاً في أمر الحديث بنفسه، لا يدَّعي أن البرقيَّ ثقةٌ صالحٌ لأن نحتجَّ بحديثه.  ......

..... فعندي أن الرجل كان يروي عن الضعفاء كثيراً ويروي بالوجادة عن النسخ مرسلاً من دون مناولة وسماع ومن دون تحرُّز واستيثاق بصحة النسخة أو إحراز نسبتها إلى مؤلّفها، فيكون حديثه مردوداً إلا إذا كان حديثه عن سماع أو مناولة صحيحة"([8]).

ß الحديث 8 - الراوي الأول لهذا الحديث هو «عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ» شخصٌ مُهمَلٌ ومجهولٌ [أي لا ذكر لاسمه في كتب الرجال]، والراوي الثاني هو «إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرُ» ضعيفٌ، وهو روى عَنْ «مُحَمَّدِ بْنِ‏ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ» الضعيف أيضاً. وفيما يلي نعرِّف بهذين الراويين:

21أبو إسحق إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَحْمَري النَّهاونديّ: اعتبره الشيخ الطوسي في فهرسته ضعيفاً مُتَّهماً في دينه. واعتبره النجاشي والعلامة الحلي والممقاني والغضائري ضعيفاً أيضاً. ولكن للأسف نُقِلَت عنه في كتاب المزار روايات عديدةٌ من جملة ذلك أنه ادَّعى أن الإمام الرضا u قال:"مَنْ زَارَنِي عَلَى بُعْدِ دَارِي وَمَزَارِي أَتَيْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ حَتَّى أُخَلِّصَهُ مِنْ أَهْوَالِهَا: إِذَا تَطَايَرَتِ الْكُتُبُ يَمِيناً وَشِمَالًا وَعِنْدَ الصِّرَاطِ وَالْمِيزَانِ"([9]).

لنـرَ الآن هل يتفق هذا الحديث مع كتاب الله أم لا؟

يقول الله تعالى عن القيامة: ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِـلَّهِ﴾  [الانفطار/ 19]، بل يقول لرسوله الكريم بصيغة الاستفهام الاستنكاري: ﴿أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ؟؟!﴾ [الزمر/19]، ويقول تعالى أيضاً: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾  [النبأ/38].

لاحظوا: في يوم القيامة لا يملك حتى الروح الأمين وسائر الملائكة حقَّ الكلام إلا بإذنٍ مِنَ الله تعالى، وبشرط أن لا يقولوا إلا صواباً، يعني أن يكون كلامهم مطابقاً لكلام الله سبحانه وقانونه. فإذا عرفتم ذلك فانظروا ماذا فعلته أمثال هذه الروايات المضادة للقرآن التي يرويها رواة ضعفاء فاسدو المذهب وكيف أنها ترسل كل خائن  محترف للإجرام إلى خراسان على أمل أن يخلصه الإمامُ [الراقدُ فيها] من عذاب الله!!

ألم يقرؤوا في القرآن أن الله تعالى يقول بشأن زوجتي حضرة نوح وحضرة لوط عليهما السلام: ﴿فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾ [التحريم/10] ؟؟  ألا يعتبرون الله تعالى رؤوفاً ورحيماً بِقَدْر الإمام حتى يرو أنه من اللازم حتماً على الإنسان أن يسافر لزيارة قبر الإمام كي تشمله الرحمة الإلهية؟! وعلى كل حال لا يمكننا بمثل هذه الروايات الضعيفة أن نتجاهل آيات الله الصريحة التي تقول: ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾ [الطور/21] و﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ [المدثر/ 38] ونترك العمل بها.

إن ما يُستَفَاد من القرآن بكل وضوح أنْ لا شيء يفيدُ الإنسانَ يومَ القيامة إلا الإيمان والعمل الصالح.

والراوي الثاني الذي نعرّفُ القُرَّاءَ بِحَالِهِ هو «أبو عبدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَزْدِيُّ البصْرِيُّ» وكان أيضاً من الغلاة والكذَّابين؛ إذْ ضَعَّفَهُ علماءُ الرجال كالنجاشي والشيخ الطوسي والكشّي. وقال النجاشيُّ: "مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيُّ ضعيفٌ جداً لا يُعَوَّلُ عَلَيْهِ في شَيْءٍ!"([10]). وعدَّه ابن الغضائري([11]) والعلامة الحلي([12]) وابن داود من الضعفاء وقالوا: لا يُعَوَّلُ على رِوَايَاتِهِ.



([1])   هو كتاب (كشف الرموز) شرح على مختصر شرائع الإسلام للمحقق الحلي الموسوم بـ" المختصر النافع". وهو (أي كتاب كشف الرموز) تأليف الشيخ عز الدين الحسن بن أبي طالب اليوسفي الآبي (فرغ منه في شعبان 672هـ ) (انظر الذريعة، لآقا بزرگ الطهراني، ج 18، ص36). (المُتَرْجِمُ)

([2])   الكُلَيْنِيّ، أصول الكافي، ج 1، 260 حديث 8،  و ج 1، ص 465 حديث 7.

([3]) المصدر نفسه، حديث 7.

([4])   لا بأس أن ننقل هنا بضعة أسطر من آخر صفحة من صفحات كتاب  «پيرامون نظر دكتر شريعتي در بارهء كتاب شهيد جاويد» [أي حول رأي الدكتور شريعتي حول كتاب الشهيد الخالد] (نشر نجف آباد، 1359هـ ش): "ليت الذين يقولون إن الإمام الحسين (ع) تحرك بقصد الاستشهاد لا بقصد تشكيل حكومة إسلامية، ينتبهون إلى الكلام التالي: نحن نعلم أن عمل الإمام حجة وأسوة ينبغي على المؤمنين أن يقتدوا به إلى يوم القيامة ، فإذا كان الأمر كذلك وكان على جميع الذين يقومون ضد الظلم أن يقدموا أنفسهم للقتل لا أن يسقطوا الحكومة الظالمة ويشكلوا الحكومة الإسلامية بدلاً عنها، عندئذ لن تصل النوبة على الإطلاق إلى أهل الحق كي يستلموا زمام أمور الحكم بأيديهم ويطبقوا  شريعة الإسلام بل يجب على القوى المؤيدة للحق أن تُقتل دائماً وأن يواصل الظالمون حكمهم!! ".  انتهى.

([5])   هاشم معروف الحسني،  الموضوعات في الآثار والأخبار، دار التعارف للمطبوعات،  ص 254.

([6])   انظر رجال ابن الغضائري، ج 3، ص 74، و رجال العلامة الحلي، ص 223.  (المُتَرْجِمُ)

([7])   قال النجاشي في رجاله (ص 59): "كان ثقة في نفسه، يروي عن الضعفاء واعتمد المراسيل".  وبمثل ذلك وصفه الطوسي في الفهرست، وقال عنه ابن الغضائري في رجاله (ج1، ص 148): "أحمد بن محمد بن خالد بن محمد بن علي البرقي يكنى أبا جعفر، طعن القميون عليه، و ليس الطعن فيه. إنما الطعن فيمن يروي عنه، فإنه كان لا يبالي عمن يأخذ على طريقة أهل الأخبار، وكان أحمد بن محمد بن عيسى أبعده عن قم ثم أعاده إليها و اعتذر إليه". (المُتَرْجِمُ)

([8])   محمد باقر البهبودي، معرفة الحديث، ص 109 - 110.  وبالطبع فإن لأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ روايات تدل على تحريف القرآن. من جملتها الحديث رقم 249 من «روضة الكافي» الذي أوردناه في أواخر في ص 699 من هذا الكتاب.

([9])   الشيخ الطوسي، تهذيب الأحكام، ج6، ص85. والحر العاملي، وسائل الشيعة، ج10، ص433، باب استحباب زيارة قبر الرضا (ع)، حديث 2. ورأيت بنفسي كثيراً من العوام المسافرين إلى مشهد إن أصابهم ضرر أو خطر أو مرضوا يقولون بشكل تلقائي وعن غير عمدٍ، هذه مشيئة الله، اللهم رضاً بقضائك.  ولكن إذا تحسَّن حال واحد من أصل مئات آلاف زوَّار مشهد الذي كان الله قد قدَّر عليه المرض، يقولون: هذا من لطف الإمام، لقد شفاه الإمام! أو إن لم يتمكَّنوا من السفر إلى مشهد يقولون هذه مشيئة الله! أما إذا تيسَّر لهم السفر فيقولون لقد طَلَبَنَا الإمام الرضا لزيارته!!  أي أنهم - دون أن ينتبهوا أو يشعروا - ينسبون كلَّ شر أو ضرر يصيبهم إلى الله وكلَّ خير أو شفاء إلى الإمام الرضا (ع)، أو يعتبرون أن منشأ ذلك الخير هو شفاعة الإمام الرضا ووساطته. إن هؤلاء - دون أن يشعروا - يقولون بأسوأ من قول المجوس، لأن المشركين المجوس كانوا يعتبرون الشرور والمصائب من أهريمن (الشيطان) والخيرات والحسنات من اهورامزدا !  ألا يعتبر أولئك الناس اللهَ تعالى رحيماً ورؤوفاً بِقَدْر الإمام؟ ولا ينقضي العجب من سكوت المشايخ عن هذا الأمر وعدم قيامهم بإرشاد العوام!  اللهم اشْهَدْ أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا يَفْعَلُونَ.

([10])  رجال النجاشي، ص 258. (المُتَرْجِمُ)

([11])  قال الغضائري عنه كما جاء في مجمع الرجال (ج5، ص219): "محمد بن سليمان زكريا الديلمي أبو عبد الله ضعيفٌ في حديثه، مرتفعٌ في مذهبه، لا يُلتَفَت إليه". (المُتَرْجِمُ)

([12])  قال عنه العلامة الحليُّ في «خلاصة الأقوال» (ص 404): "ضعيفٌ في حديثه، مرتفعٌ في مذهبه!". (المُتَرْجِمُ)