237. بَابُ مَا يَجِبُ مِنْ حَقِّ الْإِمَامِ عَلَى الرَّعِيَّةِ وَحَقِّ الرَّعِيَّةِ عَلَى الْإِمَامِ
في هذا الباب تسعة أحاديث لم يُصحِّح المَجْلِسِيّ ولا الأستاذ البِهْبُودِيّ أياً منها! اعتبر المَجْلِسِيُّ الأحاديث 1 و3 و6 و9 ضعيفةً، والحديث 2 مُوَثَّقَاً والحديث 4 مجهولاً بمنزلة المُوَثَّق، والحديثين 7 و8 مجهولين، والحديث 5 مُرْسَلاً.
ولما كان سائر المؤرخين والمحدثين قد نقلوا في كتبهم مثل هذه الأحاديث أو ما يشبهها وكان مضمونها موضع اتفاق لدى الفرق الإسلامية المختلفة جميعها ويتفق تماماً مع تعاليم الإسلام فإننا نقبل هذه الأحاديث تماماً، ولربما نقل رواة الكُلَيْنِيّ هذه الأحاديث عن الآخرين أو سمعوها من الأئِمَّة الكرام ورووها بهدف أن يجعلوها -طبقاً لأهوائهم- خاصة بأفراد محدودين ومنحصرة بهم، بل إننا لنحتمل أن يكون بعضهم قد روى الأحاديث المذكورة بشيء من التصرف والتغيير والتحريف في ألفاظها. كالحديث السادس الذي لم يوثق النجاشي راويه الأول: «سفيان بن عيينة» وكان -كما يفْهَمُ من رجال الكِشِّيّ (ص334)- من الغلاة. وراوييه الثاني «أبو أيوب سليمان بن داود المنقري» الذي كان من الشيعة وقال ابن الغضائري والعلامة الحلي إنه ضعيف جداً وكان يضع الحديث في المسائل المهمة على لسان الثقاة! وقد ضعفه علماء رجال أهل السنة أيضاً تضعيفاً شديداً وقالوا إنه لم يكن يتورع عن اللواط والشرب الخمر ووضع الأحاديث ووضع الأسانيد لها. وطبقاً لما ذكره الأستاذ البِهْبُودِيّ لم يكن يذكر أحاديثه سوى شخص من الضعفاء يُدعى «القاسم بن محمد الأصبهاني».
تقول متون هذه الأحاديث إن لإمام المسلمين حقّاً على الرعية وللرعية أيضاً حقٌّ على الإمام. ثُمَّ عددت الأحاديث حقوق كل طرف على الآخر، ومن ذلك أن من حق الرعية على الإمام أن يؤدي لها حقها من بيت المال وأن لا يختلس هو وأعوانه وأنصاره الأموال من بيت المال كما يفعل الولاة في زماننا! وأن لا يغلق بابه أمام الرعية كي يستطيع الناس أن يوصلوا إليه مطالباتهم، وأن يأخذ للضعيف حقه من القوي وإن كان بعض رعيته مديوناً ولا يستطيع أداء الدين فعلى الإمام أن يؤدي عنه دينه وعليه أن يتعامل مع الرعية كمعاملة الأب الرحيم لأبنائه و.....
وفي الحديث الرابع عدَّد النبي J في آخر خطبة له حقوق الرعية على الوالي بعده ولم يشر إلى فرد خاص بوصفه والي المسلمين من بعده بل لم يذكره حتى بصفة الإمام.
وإذا كان الأمر كذلك فإننا نسأل هل المقصود من هذا الإمام سوى رئيس السلطة ومن بيده زمام أمور مجتمع المسلمين؟ هل المقصود إمام حي حاضر أم إمام رحل عن الدنيا منذ سنوات طويلة أو غاب ولم يعد الناس قادرون على الوصول إليه؟
في الحديث الثامن بين النبيّ الأكرم J صفات إمام المسلمين العامة وخصائصه لكنه لم يقل إن الإمام هو من ينصبه الله ويعينه في هذا المقام وأنه من يمهر في الحصاة ويطلع على أحوال الناس وهو في بطن أمه وأن رائحة برازه كالمسك.... و..... إلخ.