164. بَابُ أَنَّ مَثَلَ سِلَاحِ رَسُولِ اللهِ‏ مَثَلُ التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ

أورد الكُلَيْنِيُّ في هذا الباب أربعةَ أحاديث لم يُصحِّح الأستاذُ البِهْبُودِيُّ أيّاً منها. واعتبر المَجْلِسِيُّ الحديث 1 مجهولاً، والحديث 2 مُوَثَّقَاً والحديثين 3 و4 صحيحين!! الحديث الأول في هذا الباب هو الحديث الأول في الباب 96 ذاته الذي نقل الكُلَيْنِيّ هنا جزءاً منه. والأحاديث الثلاثة التالية كرَّرت الخرافة ذاتها.

متون أحاديث هذا الباب تخالف العقل وتخالف التاريخ لأنها تقول: "إِنَّمَا مَثَلُ سِلَاحِ رسول الله J فِينَا مَثَلُ التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيُّ أَهْلِ بَيْتٍ وُجِدَ التَّابُوتُ عَلَى بَابِهِمْ أُوتُوا النُّبُوَّةَ فَمَنْ صَارَ إِلَيْهِ السِّلَاحُ مِنَّا أُوتِيَ الْإِمَامَةَ!".

ونسأل: أولاً: لماذا لم يقل القرآن إن إمام المسلمين هو الذي يكون سلاح رسولنا عنده، ولماذا لم يقل النبيُّ في خطبته يوم غدير خم إن سلاحه عند عليٍّ ويا أيها الناس! أطيعوا من كان سلاحي عنده؛ كي يتعرف الناس بهذه العلامة المهمة على الإمام.

ثانياً: هل سلاح رسول الله J يُوجِد العلم والإمامة؟ هل كانت نبوة حضرة موسى وعيسى و... فرعاً للتابوت أم العكس؟ ولقد روَّج الشاعر حافظ الشيرازي مثل هذه الخرافات في شعره أيضاً. وبناءً على هذه الأساطير لما سرق جنيٌّ خاتمَ حضرة سليمان استطاع أن يقوم بأعمال سليمان!! ولكن الذي يؤسف له بشدة أن تُعرض مثل هذه الخرافات على الناس في كتبنا المذهبية.

ثالثاً: نقول لو كان التابوت علامةً على النُّبُوَّة ودليلاً عليها وكان سلاح النبي كذلك، ففي هذه الحالة سيكون سلاح النبيِّ علامةً على النُّبُوَّة أيضاً. ولكن الأئِمَّة ليسوا أنبياء، فهل كان رواة الكُلَيْنِيّ يعتقدون بامتلاك الأئِمَّة لمقام النُّبُوَّة؟