139. بَابُ أَنَّ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ هُمُ الْأَئِمَّةُ (ع)

أورد الكُلَيْنِيُّ في هذا الباب ثلاثة أحاديث لم يرَ الأستاذُ البهبوديُّ صحَّةَ أيٍّ منها، ولم يذكرها في كتابه «صحيح الكافي». وسكت المَجْلِسِيُّ عن الحديث الأول، وضعَّف الحديثين الآخرين.

روى الحديث الأول «الحسين بن سعيد» الغالي، أما الحديث الثاني فرواه «إبراهيم بن إسحق» الذي تعرَّفْنا عليه سابقاً([1]). ورواه «عبد الله بن حماد» أيضاً وهو شخصٌ مجروحٌ مطعونٌ به، وأكثر رواياته مُنْكَرةٌ. الحديث الثالث في غاية الضعف ورواته حتى الراوي الرابع في سلسلة السند من وضَّاعي الحديث والضعفاء الكذابين الذين عرفنا أحوالهم في الصفحات السابقة.

اُدُّعي في هذا الباب أن الإمام قال "نَحْنُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ وَنَحْنُ نَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ". [في إشارة إلى الآية 7 من سورة آل عمران التي تقول: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا...﴾]

فأقول: لما كانت الآية السابعة من سورة آل عمران من الآيات التي اُسْتُفيدَ منها بشكل سَيِّءٍ كثيراً، وفُسِّرَت مراراً على نحو مغلوط لذا سنذكر هنا ما يشبه ما ذكرناه بشأنها في تفسيرنا «تابشي از قرآن» [شُعَاعٌ مِنَ القُرآن] آملين أن يوقظ ذلك الناسَ. إن شاء الله تعالى.



([1])   راجعوا الصفحة 103- 104 من هذا الكتاب.