256. بَابُ مَوْلِدِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الثَّانِي (ع)
بعد أن ذكر الكُلَيْنِيّ في هذا الباب تاريخ ولادة ووفاة حضرة جواد الأئمة (ع) الذي كان صهراً للمأمون العباسي، أورد اثنا عشر حديثاً لم يُصَحِّح المَجْلِسِيّ ولا البِهْبُودِيّ أي حديث منها. اعتبر المَجْلِسِيّ الحديث السابع من هذا الباب فقط حسناً كالصحيح، واعتبر الحديثين 2 و11 مَجْهُولين والحديث 4 مُرْسَلاً وَعَدَّ بقيةَ أحاديثِ البابِ ضعيفةً!
يقول الشيخ المفيد في كتابه «الإرشاد»: (ج 2، ص 295) لم يثبت لديّ أن الإمام قُتل بالسمِّ.
ß الحديث 1 - يقول شخص مجهول الهوية: "بَيْنَا أَنَا فِي عِبَادَتِي إِذْ أَتَانِي شَخْصٌ فَقَالَ لِي قُمْ بِنَا، فَقُمْتُ مَعَهُ فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَقَالَ لِي: تَعْرِفُ هَذَا الْمَسْجِدَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ هَذَا مَسْجِدُ الْكُوفَةِ. قَالَ: فَصَلَّى وَصَلَّيْتُ مَعَهُ، فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ J بِالْمَدِينَةِ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ J وَسَلَّمْتُ وَصَلَّى وَصَلَّيْتُ مَعَهُ وَصَلَّى عَلَى رَسُولِاللهِ J، فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا بِمَكَّةَ فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّى قَضَى مَنَاسِكَهُ وَقَضَيْتُ مَنَاسِكِي مَعَهُ، فَبَيْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كُنْتُ أَعْبُدُ اللهَ فِيهِ بِالشَّامِ!!".
ينبغي أن نقول: إن رسول الله o الذي كانت حياته في خطر كبير، هاجر من مكَّة إلى المدينة بمشقة بالغة ولم يوصل نفسه إليها بمعجزة طيِّ الأرض، فكيف كان أحد أحفاده قادراً على طيِّ الأرض بتلك الصورة، ثم لم يعلم بتلك المعجزة أحد سوى «محمد بن حسَّان» الكذَّاب؟ ولماذا لم يُصبح «عليّ بن خالد» مجهول الحال -وحسب قولكم زيديّ المذهب- شيعياً اثنا عشرياً برؤيته لهذه المعجزة الباهرة؟
ومن أين نعلم أن «ابن حسان» الكذَّاب الذي يُحبه الضعفاء كثيراً ويروون عنه لم يُلَفِّق هذا الكذب على لسان الإمام؟
ثم إن الحديث يدّعي أن الإمام أنقذ الفرد المذكور من السجن! فنسأل: فكيف إذن بقي جد الإمام حضرة الكاظم (ع) في السجن ولم يُنقِذ نفسَه منه؟!
ß الحديث 2 - أحد الغلاة الخرافيين ويُدعى «عَبْدُ اللهِ بْنُ رَزِينٍ» يدّعي أنه أراد أَن يَأْخُذَ مِنَ التُّرَابِ الَّذِي يَطَأُ عَلَيْهِ الإمام الجواد وحاول ذلك عدة مرات لكنه لم ينجح.
لا بد أن الراوي يريد أن يوحي بأن حضرة الجواد الذي كان يعلم الغيب، علم بنيّته تلك فحال بينه وبين القيام بذلك العمل!!
ولكننا نقول: لو اطلع الإمام الجواد (ع) على نيّته لوجب أن ينهاه عن ذلك وأن يُعلِّمه أصول التوحيد وأن يُرشده، ولم يكن هناك من حاجة إلى تلك الأعمال العجيبة كالصلاة بالنعلين أو الدخول إلى الحمام مع البغل و و......! (فتأمَّل).
وبالمناسبة فإن إخلاء الحمام من الأغيار كان من عادة الملوك والجبابرة وليس من عادة أئمة الدين الأجلاء الكرام.
ß الحديث 3- هو جزء من الحديث السابع في الباب 148 الذي كرره الكُلَيْنِيّ هنا. فَلْيُرَاجَعْ ثَمَّةَ.
ß الحديث 4 - مُرْسَل وساقط من الاعتبار.
ß الحديثان 5 و 6 - سند الحديث الخامس في غاية الضعف. وبالنسبة إلى سند الحديث السادس، فإضافةً إلى ضعف «مُعَلَّى بن محمد»، لدينا في السند شخصان مجهولان هما «علي بن محمد» و«محمد بن علي الهاشمي»! وكلا الحديثين يدلان على علم الإمام بالغيب الذي بيّنا بطلانه في الصفحات السابقة ولا حاجة للتكرار.
تذكير: أورد الشيخ المفيد في الجزء الثاني من كتابه «الإرشاد»، الحديث الخامس، في الصفحة 293، والحديث السادس في الصفحة 291. وليت شعري! هل يفيد الاستشهاد بمثل هذه الأحاديث الضعيفة الساقطة من الاعتبار شيئاً سوى خداع العوام؟!
ß الحديث 7 - تمت دراسته ونقده في الصفحة 114من الكتاب الحالي فَلْيُرَاجَعْ ثَمَّةَ. ونُذَكِّر أنَّ المَجْلِسِيَّ اعتبر هذا الحديث حسناً كالصحيح!!
ß الحديث 8 - سنده ضعيف وساقط من الاعتبار.
ß الحديث 9 - سنده في غاية الضعف ولا اعتبار له. يقول: إن الإمام دعا على شخص أساء له القول فاستجاب الله دعاءَه. لكن النبيّ الأكرم o لم يدعُ على المشركين الذين جاؤوا إلى حربه وجرحوا جبهته الشريفة وكسروا رباعيته.
ß الحديث 10 - تمت دراسته ونقده في الكتاب الحالي (ص 123).
ß الحديث 11 - حديث مجهول وساقط من الاعتبار. راجعوا بشأن هذا الحديث ما قلناه حول الحديث السادس من الباب 178.
تذكير: أورد الشيخ المفيد مثل هذا الحديث في كتابه «الإرشاد»، ج 2، ص 292!
ß الحديث 12 - هو أحد الروايات حول تاريخ وفاة حضرة الجواد (ع).