227. بَابُ خَلْقِ أَبْدَانِ الْأَئِمَّةِ وَأَرْوَاحِهِمْ وَقُلُوبِهِمْ (ع)
جاءت في هذا الباب أربعة أحاديث لم يُصحِّح الأستاذ البِهْبُودِيّ أيَّاً منها. واعتبر المَجْلِسِيّ الأحاديث 1 و2 و4 مجهولةً والحديث 3 مرفوعاً واعتبر ذيله مجهولاً. وقد كرَّر الكُلَيْنِيّ الحديث الرابع في هذا الباب مرَّةً ثانيةً في الجزء الثاني من أصول الكافي، صفحة 4 (باب طينة المؤمن والكافر)، الحديث الرابع.
تضمنت متون أحاديث هذا الباب غلواً في حق الأئِمَّة، وادَّعَتْ أنهم خُلقوا مِنْ نُورِ عَظَمَةِ اللهِ وَمِنْ أَعْلَى عِلِّيِّينَ، وأن سائر الناس خلقوا من سجين ومن طينة الخراب. ونقول إذاً في هذه الحالة ما كان ينبغي للنبي J أن يقول: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾ [الكهف/110] بل كان عليه أن يقول: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ غَيْرُكُم!!».
والفضيحة الأكبر في هذه الأحاديث أنه تم الاستناد فيها إلى الآيات التالية:
﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ 6 كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ 7 وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ 8 كِتَابٌ مَرْقُومٌ.........﴾ [المطففين/6-9]، إلى قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ 18 وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ 19 كِتَابٌ مَرْقُومٌ﴾ [المطففين/18 - 20].
من الواضح أن واضع هذا الحديث كان جاهلاً بالقرآن ولم يكن يعلم أن «سِجِّين»: صحيفةٌ مكتوبةٌ، وظن أن «عِلِّيِّينَ» مقام عظيم وأن «سِجِّين» مثلاً تراب حقير خلق منه الفجار!
وقد ذُكِر في أحاديث هذا الباب أن بين الشيعة وسائر الناس تفاوت في الخلقة واُدُّعِيَ أن أرواح الشيعة من «عِلِّيِّينَ»، وأرواح سائر الناس من «سِجِّين»! أما القرآن الكريم فلم يُفرِّق في الخلقة بين الناس إطلاقاً واعتبر أن جميع الناس خُلقوا على الفطرة فقال: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ﴾ [الروم/30].
ومن المُلْفِت أن نعلم أن الكُلَيْنِيّ ذكر خمسة أحاديث في باب «فطرة الخلق على التوحيد»([1])، كلها تدل على أن جميع الناس خلقوا على فطرة التوحيد والإسلام أي أن الناس أجمعين ذوي خلقة واحدة وفطرة واحدة، أما هنا فجعل بين الشيعة وغيرهم فرقاً في الخِلقة!