188. بَابُ ثَبَاتِ الْإِمَامَةِ فِي الْأَعْقَابِ وَأَنَّهَا لَا تَعُودُ فِي أَخٍ وَلَا عَمٍّ وَلَا غَيْرِهِمَا مِنَ الْقَرَابَاتِ
يشتمل هذا الباب على خمسة أحاديث اعتبر المَجْلِسِيّ الأحاديث 1 و3 و4 منها صحيحةً، والحديث 2 ضعيفاً، والحديث 5 مجهولاً، ولم يُصحِّح الأستاذ البِهْبُودِيّ سوى الحديثين 3 و4 فقط.
في أحاديث هذا الباب اُدُّعِيَ أن الإمامة لا تكون، بعد إمامة الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ - عليهما السلام - إلا في الأعقاب، ولَا تَعُودُ الْإِمَامَةُ فِي أَخَوَيْنِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ.
وينبغي أن نقول: إن الإمامة والإرشاد الديني ممكن في حق كل من توفَّرت فيه الشروط اللازمة والأهلية، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان/74].
إن كان هناك أخوان مثل حضرة محمد بن علي بن الحسين وحضرة زيد بن علي بن الحسين -عليهما السلام- أو ابنا عمٍّ مثل السجاد والحسن المثنى، أو جعفر بن محمد ومحمد النفس الزكية([1])و..... كانا من العالمين بشريعة الإسلام ومسائل الدين فأي إشكال في أن يكون كليهما إماماً ومرشداً للناس؟ أساساً، لماذا وبأي دليل نجعل الإمامة منحصرة في عدد محدد من الأشخاص؟
أما إذا كان مقصود الكُلَيْنِيّ من «الإمام والإمامة» معنى آخر وكان للإمام في رأيه ارتباط خاص بالله يشبه النُّبُوَّة، فإن مثل هذا الأمر لا يمكن حصوله للآخرين بأي وجه من الوجوه، وعندئذ فالسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تُذْكَر هذه الأحكام المتعلقة بأصل الإمامة في القرآن كي تطَّلع عليها الأمّةُ كلُّها على الأقلّ وتعرف أحكام الإمامة العامة -ومن جملتها هذه المسألة-، بل تُرِكَ بيان ذلك إلى رواة الكُلَيْنِيّ من أمثال علي بن إبراهيم ومحمد بن يحيى وسهل بن زياد ويونس بن يعقوب -الذي كان فطحياً- ومحمد بن إسماعيل بن بزيع([2]) و....؟!! ولماذا أهمل القرآن الكريم موضوع الإمامة المهم إلى هذا الحد في نظر الكُلَيْنِيّ حتى خصَّص له القسم الأكبر من المجلد الأول من كتابه الكافي ولم يذكر شيئاً بشأن الإمامة والمسائل المتعلقة بها؟!