174. بَابُ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُعَلِّمْ نَبِيَّهُ عِلْماً إِلَّا أَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنَّهُ كَانَ شَرِيكَهُ فِي الْعِلْمِ
جاءت في هذا الباب ثلاثة أحاديث لم يُصحِّح كلا المَجْلِسِيّ والبِهْبُودِيّ أيَّ واحدٍ منها. اعتبر المَجْلِسِيّ الحديث 1 مجهولاً والحديث 2 حسناً، والحديث 3 مُوَثَّقَاً. وقد روى الحديث الثالث «منصور بن يونس» الذي كان شخصاً محتالاً. طبقاً لما نقله عنه الكِشِّيّ ادعى هذا الشخص أنه واقفيٌّ لكي يتمكن من أكل أموال الإمام التي كان قد أودعها لديه أمانةً، وبلعها! ولكن الأهم الذي يجب أن نلاحظه في هذه الأحاديث هو متونها. إن أحاديث هذا الباب مخالفة للعقل والقرآن لأنها تقول: أَتَى رَسُولَ اللهِ o بِرُمَّانَتَيْنِ فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ o إِحْدَاهُمَا وَكَسَرَ الْأُخْرَى بِنِصْفَيْنِ فَأَكَلَ نِصْفاً وَأَطْعَمَ عَلِيّاً نِصْفاً ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ o: يَا أَخِي! هَلْ تَدْرِي مَا هَاتَانِ الرُّمَّانَتَانِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَمَّا الْأُولَى فَالنُّبُوَّةُ لَيْسَ لَكَ فِيهَا نَصِيبٌ، وَأَمَّا الْأُخْرَى فَالْعِلْمُ أَنْتَ شَرِيكِي فِيهِ....".
هل هذه القصص التي بطلانها أوضح من الشمس سوى أكاذيب من وضع الرواة الكذبة؟
والعجيب أن الكُلَيْنِيّ الذي اعتبر في الأبواب السابقة أن الأئِمَّة ورثوا علمهم وراثةً، سحب كلامه عن وراثة العلم هنا وقال بأن علم الإمام كان على سبيل المشاركة، وهذا أيضاً بواسطة أكل الرمَّانة. اللهم اهدِ قومَنا وَنجِّهِم من الخرافات!