156. بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ (ع) عِنْدَهُمْ جَمِيعُ الْكُتُبِ الَّتِي نَزَلَتْ مِنْ عِنْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا عَلَى اخْتِلَافِ أَلْسِنَتِهَا
جاء في هذا الباب حديثان لم يُصحِّح المَجْلِسِيّ ولا البِهْبُودِيّ أيَّاً منهما. اعتبر المَجْلِسِيُّ الحديث الأول مجهولاً والثاني ضعيفاً.
ß الحديث 1 - يدَّعي أنَّ الأئِمَّةَ وَرِثُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَكُتُبَ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ! وقد بيَّنَّا بطلان هذا القول خلال نقدنا للأحاديث السابقة. كما أن الحديث يقول: "إِنَّ اللهَ لَا يَجْعَلُ حُجَّةً فِي أَرْضِهِ يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي!".
هذا مع أن رسول الله J كان حُجَّةً وكان يقول عن كثير من الأسئلة التي يُسأل عنه: لا أدري، اصبروا حتى يأتيني الوحي بذلك. ولقد جاءت عبارات: ﴿مَا أَدْرِي﴾ [الأحقاف/9] و﴿إِنْ أَدْرِي﴾ [الأنبياء/109] مرّات عديدة في القرآن، كما قال تعالى أكثر من مرَّة مخاطباً نبيَّهJ: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ﴾ [الحاقة/3] ﴿وَمَا يُدْرِيكَ﴾ [الأحزاب/63] و ﴿لَا تَدْرِي﴾ [الطلاق/1].
ß الحديث 2 - سنده في غاية الضعف. إن ما يريد الكُلَيْنِيّ استخراجه من روايات هذا الباب هو أن الأئِمَّة كانوا يعلمون لغات عديدة مختلفة. هذا مع أن النبيَّ الأكرم J لم يكن يعلم لغة يهود المدينة العبرية، وكما أشار القرآن، كان اليهود يقولون للنبي «راعِنَا» ولم يكن J يعلم أنهم يقصدون الإساءة إليه بهذه العبارة، إلى أن قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا﴾ [البقرة/104]، كي يمنع المؤمنين عن استخدام هذه الكلمة، وكي لا يستطيع اليهود استخدام الكلمة لغرضهم الخبيث.
كما أن الرسائل التي كان رسول الله J يكتبها لدعوة رؤساء البلدان المجاورة إلى الإسلام كانت باللغة العربية فقط، لا بلغات المُخَاطَبين بتلك الرسائل. وإذا كان حضرة سليمان (ع) يعلم لغة الطير فلا علاقة لسائر الأنبياء بهذا الأمر .