142. بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ (ع) قَدْ أُوتُوا الْعِلْمَ وَأُثْبِتَ فِي صُدُورِهِمْ
ذكر الكُلَيْنِيُّ خمسة أحاديث في هذا الباب لم يُصحِّح البِهْبُودِيّ أيَّ واحدٍ منها. واعتبر المَجْلِسِيُّ الأحاديث 1 و2 و3 ضعيفةً، والحديث 4 صحيحاً، والحديث 5 مجهولاً.
إن أحاديث هذا الباب الخمسة كلَّها تتعارض مع القرآن الكريم. ذلك لأنَّ اللهَ تعالى يقول في كتابه في سورة العنكبوت المكّيّة: ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ 48 بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ [العنكبوت/48-49]
أما الكُلَيْنِيّ فينقل لنا عن رواة ضعفاء أو مجهولي الحال أن الإمامين الباقر والصادق - عليهما السلام - قالا: "﴿بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ قَالَ: هُمُ الْأَئِمَّةُ u خَاصَّةً!".
وهذا الكلام يخالف الواقع المشهود ويخالف القرآن لأن هذه الآيات نزلت في مكة وفي ذلك الحين لم يكن الأئِمَّةُ موجودين حتى تكون الآيات البينات في صدورهم، بل المُراد المؤمنون الذين كانوا يحفظون آيات القرآن في ذلك الزمَن ويحتفظون بها في صدورهم.
إضافةً إلى أن القرآن لم ينزل لأجل بضعة أفراد خاصِّين، بل إننا نشاهد بالعيان أن كثيراً من العلماء والمفسِّرين لديهم محبةٌ واهتمامٌ شديدان لآيات القرآن الكريم ويحفظونها عن ظهر غيب ويتحقق بشأنهم أن الآيات البينات في محفوظة في صدورهم. حقاَّ إننا لنتساءل: ما هي فائدة مثل هذه الأحاديث المخالفة للقرآن؟! هل كان قصد واضعيها أن يصوِّروا الأئِمَّة جاهلين بالقرآن؟