133. بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ (ع) هُمُ الْعَلَامَاتُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ
جاءت في هذا الباب ثلاثة أحاديث لم يُصحِّح المَجْلِسِيُّ ولا الأستاذ البِهْبُودِيُّ أيَّ واحدٍ منها. وصرَّح المَجْلِسِيُّ بضعف الثلاثة. وينبغي أن نسمِّي هذا الباب: باب «مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ» بامتياز. لأنه روى أحاديثه الثلاثة!
إن الأحاديث الثلاثة كلها واضحة البطلان ونموذج واضح لتفسير القرآنِ بالرأي وبدون دليل، وقد افترى الرواة هذا التفسير بالرأي على الإمامين الصادق والرضا عليهما السلام، وادَّعى أن ذينك الإمامين الجليلين قالا: إن المقصود من كلمة «العلامات»: الأئمَّة ومن كلمة «النجم» رسول الله J!! هذا في حين أنه في سورة النحل وبعد قوله تعالى في الآية الثانية: ﴿...لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ﴾ [النحل/2]، شَرَعَ الله تعالى بدءاً من الآية الثالثة فما بعدها بتعداد نعمه المختلفة على عباده، وبعد أن ذكر خلق السموات والأرض وخلق الإنسان والأنعام وتسخير الرياح للبشر، قال: ﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ 15 وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ 16 أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ 17 وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا....﴾ [النحل/15-18].
إن سورة النحل الكريمة خطاب لمشركي مكة، وفي ذلك الحين لم يكن موضوع الإمامة مطروح أصلاً ولم يكن أحد يعرف الإمام، ولكن الرواة المفرِّقين بين المسلمين افتروا مثل هذا الكذب.
ثم إنّ كلمة «علامات» جاءت قبل كلمة «النجم»، في حين أنّه من ناحية الهداية، النبيُّ مَقَدَّمٌ على الأئمَّة، وهدايةُ الأئمَّةِ إنما كانت بواسطة النبيِّ J، وَمِنْ ثَمَّ فإن لم تكن هاتان الكلمتان على معناهما اللغوي المعروف، لَذَكَرَ القرآنُ كلمة «النجم» قبل كلمة «علامات» على الأقل.
علاوة على ذلك، لماذا كانت جميع الألفاظ في هذه الآيات على معناها اللغوي إلا كلمتي «علامات» و «النجم» اللتين قُصِد بهما الأئمَّة والنبي؟!
ثم ما فائدة أن يُذكَر الأئمَّة والنبي بهذه الصورة الرمزيّة؟ ألم يكن ذكرهم بشكل أكثر صراحةً وأوضح بياناً مفيداً أكثر لهداية الناس وإتمام الحجة عليهم؟ لو قال غير الشيعة يوم القيامة: لم يكن لدينا دليل على أنّ المراد من كلمتي «علامات» و«النجم» شيء غير معناهما اللغوي المعروف، ولم يكن ادّعاء «معلّى» وأمثاله جديراً عندنا بالثقة، فهل يكون ما قالوه غيرَ صحيحٍ؟! هل تفسير الآيات على هذا النحو شيء سوى الباطنيّة بعينها؟
ليت شعري! هل كان الكُلَيْنِيّ يدرك بطلان هذه الأحاديث أم لا؟ إن كان يُدرِك ذلك فلماذا أوردها في كتابه وساعد على نشرها؟! وإن لم يكن يدرك ذلك فلماذا يُثنَى عليه ويُمدَح إلى هذا الحدّ على المنابر وفي المجالس الدينية، ويوصَف كتابه على أنه أفضل كتب الحديث؟!