125. بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ (ع) هُمُ الْهُدَاةُ
أورد الكُلَيْنِيّ في هذا الباب أربعة أحاديث، اعتبر المَجْلِسِيّ الحديث الأول منها ضعيفاً كالمُوَثَّقِ(!!)، واعتبر الحديث الثالث ضعيفاً والرابع مجهولاً والثاني حسناً. أما الأستاذ البِهْبُودِيّ فصحَّح الحديثين الثاني والرابع فقط وأوردهما في كتابه «صحيح الكافي».
ß الحديث 1 - «مُوسَى بْنُ بَكْرٍ» واقفي المذهب ومنحرفٌ ولم يُوَثَّق. و«الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ»، راوي الحديثين 1 و4، من الغلاة، ويروي روايات لا تتَّفق مع القرآن. يقول في هذا الحديث إن الإمام الصادق u سُئلَ عن قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ﴾ [الرَّعْد/7] فَقَالَ: "كُلُّ إِمَامٍ هَادٍ لِلْقَرْنِ الَّذِي هُوَ فِيهِمْ".
فنسأل: فالآن حيث مضت قرونٌ دون نبيٍّ ولا منذرٍ ولا هادٍ ولا إمامٍ بيننا، كيف نهتدي؟ لاحظوا كيف يلعبون بالإسلام؟
ß الحديث 2 - روى هذا الحديث «عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ» المعتقد بتحريف القرآن، عَنْ أَبِيهِ مجهول الحال، عَنْ «مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ» الذي ضاعت مدوناته وكان يروي بعدها من ذاكرته من دون سندٍ، ورغم ذلك اعتبر الأستاذ البِهْبُودِيّ الحديث صحيحاً!
ß الحديث 3 - سنده في غاية الضعف ومن رواته «سَعْدَانُ» الذي روى الحديث رقم 167 من روضة الكافي المعارض للقرآن والمتضمِّن للشرك.
ß الحديث 4 - مجهولٌ بقول المجلسي.
لقد تلاعبوا في أحاديث هذا الباب بإحدى آيات القرآن وهي الآية التي تقول:﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ [الرعد/7].
فادَّعوا أن رَسُولَ اللهِ o هو الْمُنْذِرُ وَعَلِيّاً وسائر الأئمَّة هم الـ«هَادِ».
ونسأل: أليس النبي J هادياً؟ وإذا لم يكن النبيُّ هادياً فكيف يكون عليٌّ هادياً؟ ألم يكن عليٌّ ينذر الناس عندما كان يقوم بهدايتهم وإرشادهم؟ أيُّ قومٍ هداهم عليٌّ u ولم يهدهم رسول الله J؟ هل كان الأنبياء الآخرون منذرين فقط ولم يكونوا هداةً؟ فلماذا إذن اعتبر القرآن الكريم إبراهيم وموسى -عليهما السلام - هداةً؟ (مريم/43، والنازعات/19)، ولماذا اعتبر اللهُ النبيَّ الأكرمَ هادياً وقال: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى/52]. لا ريب أن عليّاً وسائرَ أئمة الإسلام كانوا هداةً ميامين، لكن صفة الهادي غير منحصرة بهم، بل الآخرون أيضاً يمكنهم أن يكونوا هداةً، كما اعتبر القرآن مؤمن آل فرعون هادياً أيضاً (غافر/ 29 و 38) واعتبر أن وظيفة الأمة الإسلامية هي الدعوة إلى الخير وهداية الناس (آل عمران/104) ولكن رواة الكافي جعلوا - باسم الأئمَّة - الهداية منحصرةً بفرد معين، و خربوا الإسلام!