51. بيان حال «عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى» وذكر نماذج لرواياته التي تكشف ضعفه وعدم وثاقته
جاء في كتاب الرجال أنَّ «عُثْمَانَ بْنَ عِيسَى» كان من أتباع مذهب الواقفة.
ولما طالَب الإمامُ الرضا (ع) بعد وفاة أبيه الكاظم 76«عُثْمَانَ بنَ عِيسَى» أن يسلّمه ميراث أبيه الكاظم، كتب «عُثْمَانُ بنُ عِيسَى» إليه يقول: "إنَّ أَبَاكَ لَمْ يَمُتْ! [بل غاب] قَالَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ الإمام الرضا: أَنَّ أَبِي قَدْ مَاتَ وقَدِ اقْتَسَمْنَا مِيرَاثَهُ وقَدْ صَحَّتِ الأَخْبَارُ بِمَوْتِهِ واحْتَجَّ عَلَيْهِ فِيهِ. قَالَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ «عُثْمَانُ بنُ عِيسَى»: إِنْ لَمْ يَكُنْ أَبُوكَ مَاتَ فَلَيْسَ لَكَ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ! وإِنْ كَانَ قَدْ مَاتَ عَلَى مَا تَحْكِي فَلَمْ يَأْمُرْنِي بِدَفْعِ شَيْءٍ إِلَيْكَ وقَدْ أَعْتَقْتُ الجَوَارِيَ!!!". ([1]).
ومن الطريف أن الكُلَيْنِيّ يروي عنه الحديث 20 من الباب 183 وأنه قال إن الإمامين الباقر والصادق قالا: "نَحْنُ اثْنَا عَشَرَ مُحَدَّثاً"([2]).
هذا في حين أنَّ «عُثْمَانَ بْنَ عِيسَى» كان سَبُعِيّاً (أي يؤمن بسبعة أئمة فقط)! فالغريب كيف يروي شخص حديث الاثنا عشر إماماً مع أنه هو نفسه لا يقبل بهذا الحديث ويعتقد بسبعة أئمة فقط، أما الكُلَيْنِيّ وأحبابُهُ فيقبلون بمضمون هذا الحديث؟ وقد روى «عُثْمَانُ بْنُ عِيسَى» هذا الحديث عن «سَمَاعَةَ» الذي كان واقفي المذهب أيضاً!
وروى «عُثْمَانُ بْنُ عِيسَى» هذا عن «سَمَاعَةَ» الواقفيِّ حديثاً آخر أيضاً زعم فيه أن الإمام الصادق u قال: "كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) إِذَا أَكَلَ الرُّمَّانَ بَسَطَ تَحْتَهُ مِنْدِيلًا فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ فِيهِ حَبَّاتٍ مِنَ الْجَنَّةِ. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى وَمَنْ سِوَاهُمْ يَأْكُلُونَهُ؟! فَقَالَ: إِذَا كَانَ ذَلِكَ بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ مَلَكاً فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ لِكَيْلَا يَأْكُلَهَا !!؟ "([3]).
أقول: هل هذه هي معارف الإسلام الرفيعة التي نريد أن ننشرها في الدنيا ونعرّفها للبشرية؟! ولقد سمعتُ أنهم ترجموا كتاب الكافي إلى الإنجليزية وحقاً إنه لمن لدواعي القلق لو حدث أن اعتبر أهل الدنيا مثل هذه الخرافات المضحكة جزءاً من ثقافة الإسلام وتعاليمه!
([1]) انظر الممقاني، تنقيح المقال، ج2، ص247. وانظر مثلاً قول النجاشي في رجاله (ص 300) عنه: "817- عثمان بن عيسى أبو عمرو العامري الكلابي ... كان شيخ الواقفة ووجهها، وأحد الوكلاء المُسْتَبِدِّين بمال موسى بن جعفر عليه السلام". انتهى.
وجاء في «علل الشرائع» للشيخ الصدوق وفي «رجال الكشّي» (ص397) بإسنادهما: "عن يونس بن عبد الرحمن قال مات أبو الحسن (ع) وليس من قوامه أحدٌ إلا وعنده المال الكثير، فكان ذلك سبب وقفهم وجحودهم لموته، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار..". انتهى. (المُتَرْجِمُ)