37. بَابُ فَقْدِ الْعُلَمَاءِ
يشتمل هذا الباب على ستة أحاديث اعتبر المجلسيُّ الحديث الرابع منها فقط صحيحاً، في اعتبر الأستاذ البهبودي الحديث الأول والرابع منها صحيحين. وطبعاً، متن هذين الحديثين واحد ولكن سندهما مختلف.
ß الحديث 2 - سنده مجهول، إلا أنه لما كان الراوي عن الشخص المجهول هو «ابنُ أبي عمير» فإنهم يقبلون حديثه في الغالب([1])؟!!
ولكن متن الحديث وكذلك متن الحديث الثالث الذي يقول عن موت العالم المؤمن: "ثُلِمَ فِي الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا يَسُدُّهَا شَيْءٌ "، ومضمون الحديث الأول والرابع أيضاً كلها تتعارض مع كلام خطباء مراثي العزاء والمدَّاحين والكاسبين رزقهم بالدين لدينا الذين يقولون إن الإسلام أُحْييَ بقتل الإمام الحسين u - الذي كان في نظرنا أعلم وأتقى وأفقه أهل زمانه - وأن الإسلام ازدهر بمقتله وأن دم سيد الشهداء u أدَّى إلى تقوية الإسلام ونشره! لأنَّ هذه الأحاديث تقول -خلافاً لادعائهم - إنَّ موت العالم يُحدِث في الإسلام ثُلْمَةً لَا يَسُدُّهَا شَيْءٌ.
والحديث الخامس ضعيف حسب قول المجلسي، والسادس مُرْسَل.
([1]) ذكرنا سابقاً أن آثار ابن أبي عمير المكتوبة قد ضاعت وفقدت ثم أخذ يحدِّث من حفظه، واحتمال الخطأ في الحفظ ليس قليلاً. وقد صرح بعض العلماء أن مقولة: أن «ابن أبي عمير» لا يروي إلا عن الثقاة مقولة لا دليل عليها. إضافة إلى أنه ينبغي أن نتذكر أن هذا الراوي هو ذاته الذي روى حديث أن شهر رمضان لا يمكن أن ينقص عن ثلاثين يوماً !، وهو أيضاً الذي يروي أن الآية 34 من سورة النساء نَزَلَتْ على النحو التالي: ﴿فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً﴾، أي خلافاً لما هو مدون في المصاحف، (فروع الكافي، ج5، ص449، الحديث الثالث).